مليكة ديوري , أنور العثماني: مشروعنا السياحي بكولومبيا إشعاع للمغرب في أمريكا اللاتينية
في قلب أمريكا اللاتينية, وتحديدا بكولومبيا, اختار الزوجان المغربيان مليكة ديوري وأنور العثماني أن يحملا روح المغرب إلى أرض بعيدة عبر مشروع سياحي فريد من نوعه. مليكة وأنور جعلا من مشروعهما السياحي صلة وصل بين السياح الأجانب والثقافة المغربية الأصيلة.
م ح ث: من هو أنور العثماني؟ ومن هي مليكة ديوري؟ وما هو مساركما الأكاديمي؟
مليكة ديوري: أنحدر من أسرة مكونة من ثلاثة إخوة، وأم لثلاثة أبناء تتراوح أعمارهم بين 21 و20 و19 سنة. حاصلة على شهادة من معهد الفندقة بمدينة لوزان الفرنسية، وقد أدرت مجموعة من المؤسسات الفندقية في المغرب، فرنسا وسنغافورة، قبل أن ألتحق للعمل في شركة كمستشارة عليا في الموارد البشرية، متخصصة في توظيف الكفاءات العليا.
أنور العثماني: أبلغ من العمر 61 سنة، وأنحدر من عائلة ذات أصول أمازيغية من الأطلس الأوسط منطقة (إيطر) ومن الريف الجبلي (غفساي). حاصل على شهادات من المدرسة العليا الدولية للتسيير ومن جامعة هارفارد، وأتوفر على خبرة 30 سنة في خدمة الشركات المتعددة الجنسيات وخاصة “الأنجلوساكسونية” في عدة دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، مصر، تونس..، قبل أن أقرر العمل لصالح بلدي في إطار برنامج “الإقلاع” لوضع استراتيجيات “الأوفشورينغ” بالمغرب.
م ح ث: كيف جاءتكم فكرة إنشاء مزرعة سياحية مغربية في كولومبيا؟
مليكة الديوري, أنور العثماني: جاءت الفكرة خلال انطلاق مشروعنا الأول بلانيت خميسة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وكان يهدف إلى الترويج للمغرب، لقيمه، وثقافته وتاريخه من خلال عائلة مغربية رحالة. بعد خمس سنوات من الترحال في أمريكا الجنوبية والترويج للمغرب في جميع بلدان القارة، قررنا إقامة المشروع في كولومبيا للمساهمة في إشعاع بلدنا ليس فقط في كولومبيا، بل في كامل أمريكا اللاتينية، خاصة وأننا نستقبل زوارا من مختلف أنحاء العالم.
م ح ث: كيف جاءتكم فكرة إدخال الطابع المغربي التقليدي في مشروعكم السياحي؟ وما هي آراء الزوار؟
مليكة ديوري, أنور العثماني: كل مغربي ومغربية يحملون في أعماقهم القيم العريقة للمملكة بشكل فطري، لذا كان من الطبيعي أن نعكس ذلك في مشروعنا. إضافة إلى ذلك، فإن “العلامة المغربية” سهلة التسويق، لأننا من أقدم الملكيات في العالم. وفي كل مرة نسمع نفس ردود الأفعال من الزوار: المملكة المغربية تاريخ عظيم, نريد زيارة المغرب, وهذا شيء يثلج الصدر.
م ح ث: كيف تفاعل الكولومبيين والسياح الأجانب مع المشروع؟ وهل هناك إقبال كبير؟
مليكة الديوري, أنور العثماني: نعم يزورنا العديد من السياح من كولومبيا ومن داخل عدة دول أخرى في أمريكا الجنوبية التي تعرف ازدهارا سياحيا مهما، وكولومبيا تتوفر على إمكانيات كبيرة للنمو. القارة مترابطة بريا، وعدد السياح الذين يسافرون عبر الطرق في تزايد مستمر. وقد خلقنا شبكة تحالفات في مختلف أنحاء القارة. كما أن كولومبيا هي ثالث أكبر بلد في أمريكا اللاتينية من حيث عدد السكان بعد البرازيل والمكسيك، ورابع أكبر اقتصاد بعد البرازيل، المكسيك والأرجنتين, بالإضافة إلى أن مشروعنا يحظى باهتمام العديد من السياح من مختلف القارات لكونه يسعى إلى نشر والتعريف بالثقافة المغربية التي تعد محط جذب واهتمام العالم.
م ح ث: ما هي الصعوبات والتحديات التي واجهتكم في بداية المشروع؟ وكيف استطعتم التغلب عليها؟
مليكة الديوري, أنور العثماني: الصعوبات الأساسية كانت مرتبطة بإجراءات الحصول على التأشيرات وتحويل عائدات بيع منزلنا في المغرب إلى كولومبيا. قدمنا مشروعنا وطلبنا لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ومكتب الصرف بالمغرب. وبفضل الله وعملنا ورغبتنا من أجل تمثيل وتشريف بلدنا في أمريكا اللاتينية رحبوا بالفكرة، وساعدتنا الوزارة في الحصول على التأشيرات، كما منحنا مكتب الصرف المغربي تصريحا بتحويل جزء من عائدات بيع منزلنا (الممول عبر قرض) إلى عملة أجنبية وقمنا بشراء أرض في كولومبيا وشرعنا في بناء مزرعتنا السياحية, التي أصبحت من أهم المشاريع السياحية في كولومبيا.
م ح ث: هل استطعتم التأقلم مع الثقافة والمجتمع الكولومبي؟
مليكة الديوري, أنور العثماني: نعم اندمجنا بسرعة مع المجتمع الكولومبي وخلقنا صداقات هنا, وسأشارككم ملاحظة شخصية, الشعب الكولومبي مثل باقي شعوب أمريكا الجنوبية، يشبهنا نحن المغاربة، فقط هناك اختلاف في اللغة (الإسبانية). في الواقع، الدم المغربي يسري في عروق هذه البلدان منذ سبعة قرون من تواجد الإمبراطورية الإسلامية في الأندلس، التي أعقبتها الاستكشافات الإسبانية لأمريكا الجنوبية بكل ما جلبته من تأثيرات ثقافية، عمرانية وعرقية. لذلك، أي مغربي يشعر وكأنه في بيته هنا.
م ح ث: ما هي إيجابيات وسلبيات الاستقرار في كولومبيا؟
مليكة الديوري, أنور العثماني: هناك العديد من الأشياء الإيجابية هناك الجو والطقس جيد والشعب رائع ويحب الأجانب والانفتاح على الأخر وهذا يساعدنا في المساهمة من أجل الترويج لبلدنا العزيز. كما التقينا هنا العديد من الشخصيات السياسية الكولومبية التي تحب المغرب. أما الجانب السلبي الوحيد هو البعد عن الوطن والعائلة… وننتظر بفارغ الصبر افتتاح خط جوي مباشر بين الدار البيضاء وبوغوتا.