ريم نجمي: حيث يلتقي الشعر بالإعلام في قالب أدبي فريد
تتميز أعمالها الأدبية بتناول موضوعات الهوية، الغربة، والحب، وتعكس تجاربها الشخصية كمهاجرة مغربية في ألمانيا. ريم نجمي كاتبة وشاعرة وإعلامية مغربية تقيم في برلين وتعمل في قناة “دويتشيه فيلة ” الألمانية. أصدرت عدة أعمال أدبية، منها دواوين شعرية مثل: “أزرق سماوي” و“كأن قلبي يوم أحد” و” كن بريئا كذئب”. وفي مجال الرواية، أصدرت “تشريح الرغبة” و” العشيق السري لفراو ميركل”. كما شاركت في ترجمة أعمال أدبية من اللغة الألمانية إلى العربية، منها “نمر يتعلم الطيران”.
م ح ث: من هي ريم نجمي؟ وما هو مسارك الأكاديمي؟
ريم نجمي: أنا شاعرة وكاتبة مغربية من مواليد 1987. نشأت في بيت يهتم بالأدب، حيث كان والدي الشاعر حسن نجمي، ووالدتي الشاعرة والروائية عائشة بصري. هذا الجو الأدبي أثرى مساري وألهمني منذ الصغر. أقمت في ألمانيا منذ أكثر من خمسة عشر عاما، حيث أعمل في قناة ألمانية ناطقة بالعربية، وأسهمت في مجالات متعددة كالشعر، الرواية، الترجمة، والعمل الإعلامي. كما أني خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط وحاصلة على شهادة الماستر في الإعلام من جامعة بون.
م ح ث: كيف اكتشفت شغفك بمجال الكتابة والشعر؟
ريم نجمي: بدأ شغفي بالكتابة في سن مبكرة جدا كمحاولة لتقليد ذلك العمل الساحر الذي يقوم به والدي جالسا على مكتبه، مختليا بأوراقه. كنت في الخامسة من عمري عندما رغبت في كتابة قصيدة عن شخصية سياسية مغربية. أذكر أنني قلت لأبي الكلمات، وهو دونها لي. منذ ذلك الحين، لم أتخلى عن فكرة الكتابة، وسكنني الشعر في كل المراحل. ما زلت أحتفظ بدفاتري القديمة، التي كتبت فيها قصائد عن معلماتي وصديقاتي والطبيعة.
م ح ث: هل الهجرة إلى ألمانيا كان لها تأثير على مستوى أعمالك الأدبية؟
ريم نجمي: بالتأكيد، الهجرة إلى ألمانيا أثرت في تجربتي الأدبية. ألمانيا بلد غني ثقافيا ومعرفيا، وقد فتحت لي آفاقا جديدة، ليس فقط من خلال اللغة الألمانية والأدب الألماني، ولكن أيضا من خلال الحياة اليومية والصور التي تسللت إلى قصائدي. الإحساس بالحرية في الكتابة، خاصة كامرأة، ترك أثرا في طريقة كتابتي، التي أصبحت أكثر حرية.
م ح ث: حدثينا عن أولى إصداراتك الأدبية؟ وماهي التحديات التي واجهتك آنذاك؟
ريم نجمي: أولى إصداراتي كانت ديوان “أزرق سماوي” في عام 2008، تلاه “كأن قلبي يوم أحد” في 2011، ثم “كن بريئًا كذئب”. كل إصدار كان يحمل تحدياته الخاصة، من إيجاد صوتي الخاص وسط الأصوات الأخرى، إلى مواجهة توقعات القراء والنقاد. لكن كان تحدي نشر الشعر ولايزال من التحديات الكبرى في العالم العربي، لم يكن سهلا إيجاد ناشر في البداية لكن الإيمان بالكلمة وقدرتها على التعبير عن الذات والعالم كان دافعي للاستمرار.
م ح ث: هل لك طقوس خاصة للكتابة؟
ريم نجمي: كانت لي طقوس مميزة قبل أن أصبح أما لطفلين صغيرين، إذ كنت أعشق الكتابة الليلية حتى ساعات الصباح، وأعتمد على مزاجي في اختيار الأيام التي تعجبني، خصوصا في نهايات الأسبوع. أما اليوم فأنا أكتب في الفراغات التي يتركها لي الطفلان، غالبا في الصباح. ولا أخفيك أن هذا الأمر كان له الفضل في ازدياد انتاجي الأدبي، إذ لم تعد لدي رفاهية انتظار المزاج المناسب وأصبحت قادرة على الكتابة في كل الأوقات والأحوال وبدأت أستخدم هاتفي الذكي في الكتابة، ففي الساعة مثلا التي يحتاجها الرضيع إلى النوم، أضعه على صدري وأمنحه حليبه وأنقر الحروف على الهاتف، خصوصا وأني منذ سنوات لا أكتب أبدا على الورق وإنما أكتب مباشرة على الكومبيوتر.
م ح ث: هل استطعت التأقلم مع المجتمع والثقافة الألمانية بعد سنوات من الهجرة؟
ريم نجمي: التأقلم رحلة مستمرة.. اللغة والعادات والثقافة الأخرى… تجربة الهجرة تجربة غنية جدا على المستوى الإنساني وتوفر مادة للتأمل والكتابة. ألاحظ في كل ما كتبت في الفترة الأخيرة أنه لا يخرج عن نطاق ألمانيا وعن نطاق أسئلة الهجرة والاغتراب والهوية. أعيش في ألمانيا منذ اثنا عشر عاما، وطبعا هناك العديد من التجارب التي عايشتها تستحق الكتابة، تجربة الاغتراب نفسها اختبار لنفسية الإنسان، إذ تخلق صراعات داخلية تصل أحيانا إلى أزمة في الهوية، هذا إلى جانب نماذج إنسانية ومن دول مختلفة نلتقي بها جديرة بالكتابة. أكاد أقول إنه لولا تجربة الهجرة لما اتجهت لكتابة الرواية.
م ح ث: ما هي مشاريعك الأدبية المستقبلية سواء في الشعر أو الرواية؟
ريم نجمي: أعمل حاليا على رواية جديدة تتناول الحرب كتيمة. كما أحاول ترتيب ديوان شعري جديد.